من يبحث عن الاثار الفرعونية فى مدينة الغردقة فلم يجد منها أى أثر, فليس بها أهرامات ولا معابد قديمة تجذب محبى التاريخ.

ولكن المدينة تعتبر أكبر مدن محافظة البحر الأحمر ولها تاريخ قصير وليس ذو أهمية كبيرة. فإلى وقت نهاية العشرينات كان يأتى إلى المدينة البحارة العرب من شبة الجزيرة العربية ويقومون بالصيد بالقرب من الشواطئ المصرية, وكانت نقطة إلتقاء البحارة بعد الإنتهاء من الصيد عند شجرة ذات إرتفاع كبير, وتلك الشجرة تسمى شجرة الغرقد وكانت هناك فى ذلك الوقت تردد مستمر لجملة بعينها وهى ( نتقابل عند الغرقد) ومنها أشتق مؤخراً إسم الغردقة. وفى نفس مكان هذة الشجرة قد تم تشييد أول مكان إستجمامى فى الغردقة كإستراحة ترفيهية لاخر ملوك مصر الملك فاروق والذى حكم البلاد إلى عام 1952. وبعد التأميم فقد أصبح هذا المبنى نادي القوات المسلحة للرياضات المائية, وموقعة الان أمام مركز الإستعلامات السياحية بالمدينة.



أما فى الفترة الزمنية من 1900إلى 1920 فكانت مدينة الغردقة مكان إستراحة الصيادين العرب, وحسب الروايات المتداولة فإنه فى عام 1908 كان هناك 6 منازل فقط تم بنائها على طريقة بسيطة بواسطة شعر الجمال وصوفها. وكان هؤلاء الصيادون يقومون بالتجارة, فمحصول الأسماك كان يتم تجفيفة وبيعه إلى المصريين الذين كانوا يأتون بقوافل من الجمال من منطقة وادى النيل ويقومون بشراءة وبيعى بعد ذلك فى وادى النيل., وفى عام 1909 تم أكتشاف البترول لأول مرة هنا ولكن عملية الإنتاج الفعلية للبترول بدأت بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى. وحتى حلول عام 1952 كان إنتاج البترول قد وصل زروته, ووصل الإنتاج الكلى إلى عام 1996 إلى 41448000 برميل ناتج عن أكثر من 140 مكان لإستخراج البترول, أما عددهم الان فقد نقص ووصل إلى ثمانية ابار فقط.

وأول ذكر تاريخى للمدينة يرجع إلى عام 1931 بعد إكتشاف وإنتاج البترول, ومع بناء صناعه إستخراج البترول فقد نشأت أيضاً صناعات تكميلية مثل نشاطات البناء والمواصلات والعمالة اليدوية وصيد الأسماك والتجارة.

ومع بداية الثمانيات وإكتشاف المقومات الطبيعية لمدينة الغردقة فقد بدأ العمل على بناء الإقتصاد السياحى, وتلك المقومات الطبيعية من وجود عدة جزر فى البحر الأحمر تقوم بحمايه الشاطئ من الأمواجويجعل شواطئ البحر فى تلك المنطقة مكاناً مفضلاً للكائنات البحرية مثل الأسماك الملونة والعديد من الشعب المرجاني, وأيضاَ وجود شاطئ رملى ناعم بطول 30 كيلومتر وإعتدال الطقس طوال العام. تلك المقومات الطبيعية كانت عوامل جذب للإستثمارات فى هذا المجال من أماكن مختلفة, فكان هناك مستثمرين من دول عربية وغربية وأمريكية.

أما عدد السكان فقد تضاعف بسبب تلك الإستثمارات من 20 ألف إلى87 ألف وهذا يعنى أكثر من أربعة أضعاف الكان الحاليين ويزيد على ذلك حوالى 40 ألف شخص اخرين من العاملين وليسوا المسجلين رسميا كأبناء مدينة الغردقة والذين يعملون بطريقة مباشرة وغير مباشرة فى الصناعة السياحية .

ولنا أن نتخيل حجم التطور الذى حدث فى السنوات الماضية لهذة المدينة عندما نعلم أن عدد السائحين سنوي ايصل إلى المليون. فالعروض النشاطية لمدينة الغردقة متعددة الأغراض, فهناك محبي رياضات التزحلق الهوائى فوق المياة ورياضة الشراع وصيد أعالى البحار ورياضة الطفو أو الإسترخاء على الشواطئ الساحرة.

وإذا كان مازال لديك طاقة نشاطية كبيرة لم تستطع أن تفرغها فى النشاطات المائية, فأن الحياة فى شوارع الغردقة السياحية تتحول إلى مسرح كبير بعد غروب الشمس وتمتد إلى ما بعد منتصف الليل, فتستطيع على سبيل المثال الإستمتاع بالجلوس على أحد الكافتيريات  المتعددة وتتناول الشاى المصرى الأصيل ومعة تدخن شيشة بأنواعها المختلفة, أو تذهب للتسوق وتقوم بالفصال فى السعر مع البائعين, أما إذا كنت تريد أن تفرغ الطاقه بكاملها فهناك العديد من صالات الرقص والتى يستمر الإحتفال فيها إلى ساعات النهار الأولى.

وعروض الغردقة من الفنادق متعددة من نجمتين إلى خمسة نجوم لوكس, وهذة العروض فريدة من نوعها ومستمرة فى الإستمرار.